169

المحرر في علوم القرآن

الناشر

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

تصانيف

٢ - وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «إن سورة من القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك» (١).
ومن آثار الصحابة:
١ - ما رواه البخاري بسنده عن عبد الله بن عباس ﵄: أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين ﵂ وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، واضطجع رسول الله ﷺ وأهله في طولها، فنام رسول الله ﷺ حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله ﷺ، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي ...» الحديث (٢).
٢ - وروى مسلم في حديث عائشة ﵂ عن حادثة الإفك أنها قالت: «فأنزل الله ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ [النور: ١١] عشر آيات، فأنزل الله ﷿ هؤلاء الآيات براءتي» (٣).
ولقد كانوا يعتمدون على عدد الآي في حساب بعض أمورهم المتعلقة بالصلاة، ومن ذلك ما أورده مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري ﵁: «أن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية، أو قال نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك» (٤).
وهذه الآثار تدل على أمور:
١ - أن لهذا العلم أصلًا في سنة النبي ﷺ.

(١) المسند (٢:٣٢١)؛ وأخرجه أيضًا الترمذي برقم (٢٨٩١) وحسّنه.
(٢) صحيح البخاري برقم (١١٩٨)؛ وأخرجه أيضًا مسلم برقم (٧٦٣).
(٣) صحيح مسلم برقم (٢٧٧٠).
(٤) صحيح مسلم برقم (٤٥٢).

1 / 178