المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤) ١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
فكيف عالج الشارع الحكيم أمر استئصال عادة شرب الخمر بين المسلمين؟
لقد اتّبع أسلوب التدرج في ذلك، فبدأ بتذكيرهم بأن إثمها أكبر من نفعها.
ثمَّ وصفها بأنها رجس من عمل الشيطان.
وأخيرًا قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة / ٩١] .
قال الفاروق بعد سماعها: انتهينا، انتهينا. وقد قال قبل: «اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا» ١.
وفي موقف آخر من مواقف الشارع الحكيم ما يوافق أسلوب الدعوة بالتي هي أحسن، بالرفق، واللين، مع المؤلفة قلوبهم، مارواه النسائي وغيره عن حكيم بن حزام قال: «بايعت رسول الله ﷺ على أن لا أَخِرَّ إلاَّ قائمًا» ٢.
قيل: معناه: أن لا يكون سجوده في الصلاة إلاّ خرورًا من قيامه. أي: لا
_________
١ انظر سنن الترمذي، كتاب التفسير. وسنن أبي داود، كتاب الأشربة، باب تحريم الخمر. والنسائي في كتاب الأشربة، باب تحريم الخمر. صححه الألباني في صحيح سنن النَّسائِي (٣/١١٢٦)، حديث رقم (٥١١٣) . والحاكم في المستدرك (٢/٢٧٨) وصححه.
٢ أخرجه النسائي في كتاب التطبيق، باب كيف يخر للسجود، صحح إسناده الألباني. (صحيح سنن النسائي (١/٢٣٤) .
وأحمد في مسنده (٣/٤٠٢)، وأبو داود الطيالسي في مسنده رقم (١٣٦٠) .
1 / 309