المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤) ١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
إليه مكان إساءته إليك.
مثل: أن يذمّك فتمدحه، ويقتل ولدك فتفتدي ولده من يد عدوه. فإنّك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولي الحميم مصافاة لك.
وعن ابن عباس ﴿بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ الصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة ١.
وقوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ [المزمل / ٩] . خطاب لنبينا ﷺ أن يجانب الَّذِين ناوءوا دعوته من مشركي مكة وغيرها بقلبه، وهواه، ويخالفهم مع حسن المخالقة، والمداراة، والإغضاء، وترك المكافأة ٢.
وفي توجيه عام للنّاس يقول الله تعالى في حقّ الوالدين: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء / ٢٣ - ٢٤] .
_________
١ ذكره البخاري في صحيحه معلّقًا بصيغة الجزم، في كتاب التفسير،ن سورة حم السجدة، وأَخرَجه الطبري في تفسيره (٢٤/١١٩ - ١٢٠) من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس.
قال الإمام النحاس: «وهو صحيح عن ابن عباس، والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة. وهذا القول لا يوجب طعنًا، لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق» . انظر: (الناسخ والمنسوخ) للنحاس: ١/٤٦١) .
٢ الكشاف (٤/٦٤٠) بتصرف.
1 / 291