المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤) ١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
قال ابن حبان تعليقًا على حديث «مداراة النّاس صدقة» ١: (المداراة) الَّتِي تكون صدقة للمداري هي تخلُّق الإنسان الأشياء المستحسنة مع من يُدفع إلى عشرته مالم يَشُبْها بمعصية الله.
والمداهنة هي: استعمال المرء الخصال الَّتِي تُستحسن منه في العِشرة، وقد يشوبها ما يكره الله جلّ وعلا.
وقال ابن القيّم: «الفرق بين المداراة والمداهنة: أن المداراة التلطّف بالإنسان لتستخرج منه الحقَّ أو تردّه عن الباطل، والمداهنة: التّلطّف به لتقرَّه على باطله وتتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق» ٢.
وقال أبو هلال العسكري:
الفرق بين (اللطف) و(المداراة) أن (المداراة) ضرب من الاحتيال، والختْل، من قولك: (دريت) الصيد إذا ختلته.
وإنما يقال: (داريت) الرجل إذا توصّلت إلى المطلوب من جهته بالحيلة، والختل.
_________
١ رواه ابن حِبَّان في صحيحه: ٢/٢١٦، حديث رقم (٤٧١)، والطبراني (في الأوسط) برقم (٤٦٦)، وأَبو نُعيم في (الحلية): ٨/٢٤٦، وابن السني (في عمل اليوم والليلة) برقم (٣٢٥) . قال الشَّيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبَّان: إسناده ضعيف. المسيب بن واضح: صدوق يخطيء كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل، قاله أبو حاتم. وانظر الكامل لابن عدي (٦/٢٣٨٣ - ٢٣٨٥)، كشف الخفاء (٢/٢٠٠) .
٢ انظر كتاب «الروح» ص (٢٨١) .
1 / 277