المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

ابن يسعون ت. 542 هجري
47

المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

محقق

محمد بن حمود الدعجاني

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

بالنون وهو تصحيف". قال أبو الحجاج: "وهذا القول إفراط من أبي محمَّد، ورواية النون غير بعيدة من الصَّواب، وإن كانت رواية الباء أظهر، لقوله (دون)، ولم يقل (على) المستعملة مع النصر في مثل هذا النَّحو، فإن النَّصر يستعمل على وجوه. . . " (^١). ولعلَّ مما يدلَّ على مكانة ابن يسعون ﵀ موقفه من الصَّحابة ﵃: حيث وقف منهم موقف العالم الخبير المنصف، الذي يزن الأمور بميزان العقل، وكان يعرف لهم مزلتهم وفضلهم، ومن ذلك قوله وهو يتحدّث عن استشهاد عثمان ﵁: "وينبغي أن ينزه مثل محمَّد بن أبي بكر وصنفه من الصَّحابة ﵃ عن كلِّ مثلبة لا تليق بهم، ولم يصح وقوعها منهم؛ لأنَّ حاكي هذه الهنات، قوم غير ثقات" (^٢). وهذا كلام في غاية النفاسة، ينبغي أن يعض عليه بالنَّواجذ؛ لأنه لا يصدر إلَّا عن عالم جهبذ فذ، سُني المذهب، يعرف للصَّحابة -رضوان اللَّه عليهم- حقّهم، وينصفهم؛ لأنَّهم خير القرون، وهم نقلة الوحي فالطَّعن فيهم طعن في هذا الدِّين. فموقف ابن يسعون من الصَّحابة ﵃ موقف سليم، ومنهجه معهم منهج قويم، وطريق مستقيم، لا ينبغي للمسلم أن يحيد عنه قيد شعرة.

(^١) المصباح ٨٠/ ب. (^٢) المصدر نفسه ١٧/ أ.

1 / 52