41

المسائل العقدية المتعلقة باسم الله عز وجل

الناشر

دار منار التوحيد للنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

«الرحمن» وهو «الله» فإذا قلت «الرحيم» فهو كذلك، وإذا قلت «حكيم - عليم - حميد - مجيد - متكبر - قاهر - قادر» فهو كذلك هو «الله» سواء لا يخالف اسم له صفته ولا صفته اسمًا، فهذا في حق الخالق. وأما في حق المخلوق فقد يسمى الرجل حكيمًا وهو جاهل، وحكمًا وهو ظالم، وعزيزًا وهو حقير، وكريمًا وهو لئيم، وصالحًا وهو طالح، وسعيدًا وهو شقي، ومحمودًا وهو مذموم، وحبيبًا وهو بغيض، وأسدًا وحمارًا وكلبًا وجديًا وكليبًا وهرًا وحنظلة وعلقمة، وليس كذلك. والله تعالى وتقدس اسمه كل أسمائه سواء، ولم يزل كذلك، كان خالقًا قبل المخلوقين، ورازقًا قبل المرزوقين، وعالمًا قبل المعلومين، وسميعًا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرًا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة (^١). وبهذين السببين يتأكد التفريق بين أسماء الخالق وأسماء المخلوقين وأن أسماء الله مشتقة من صفاته وليست أعلامًا جامدة لا تدل على معنى. ثانيًا: نفيهم لقيام الصفات بالله تعالى لاعتقادهم أن الصفات أعراض وأن قيام العرض به يقتضي حدوثه (^٢). ومن أجل ذلك كان قول المعتزلة ومن وافقهم في الله: إنه قديم، واحد، ليس معه في القدم غيره، فلو قامت به الصفات لكان

(^١) الرد على المريسي ص ٣٦٥. (^٢) مجموع الفتاوى ٦/ ١٤٧ - ١٤٨، ٣٥٩.

1 / 46