المردفات من قريش - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
قالت: أسميها باسم إحدى أمهاتي. فسمتها خديجة أو فاطمة. فماتت ابنتها من مصعب وهي صغيرة، فحملها مصعب إلى العراق فقتل عنها.
وقال ابن قيس الرقيات حين تزوج مصعب سكينة - ويقال قالها الحارث ابن خالد المخزومي حين خرج مصعب بعائشة بنت طلحة:
رحل الأمير بأحسن الخلق … وغدا بلبكَ مطلعَ الشرقِ (^١)
وبدت لنا من تحت كلتها … كالشمس أو كغمامة البرقِ
وتنو فتثقلها عجيزتها … مشيَ النزيف ينوءُ بالوسقِ (^٢)
فظللت كالمقمور خلعته … هذا الجنون وليس بالعشقِ (^٣)
ما صبحت زوجًا بغرتها … إلا غدا بكواكب الطلقِ
وتروي هذه الأبيات لرجل من ثقيف قالها في امرأة من ثقيف.
وخطب سكينة عبد الملك بن مروان فقالت أمها: والله لا أزوجها منه أبدًا وقد قتل ابن أختي - تعني مصعبًا (^٤) - فتزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله ابن حكيم بن حزام - وأم عبد الله بن عثمان رملة ابنة الزبير بن العوام - فولدت له سكينة ابنًا يقال له قرين، وحكيمًا، وابنة ويقال ابنتين. فمات عنها فتزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، فأصدقها صداقًا كثيرا، فقال
_________
(^١) في الأصل: «بليل»، صوابه من ديوان ابن قيس الرقيات ١٠١. وفي الأغانى (٣: ١٠٣): «وغدوا بلبك».
(^٢) الديوان ١٠٣: «نهض الضعيف». والوسق، ستون صاعا، أو حمل بعير.
(^٣) الخلعة، بضم الخاء وكسرها: خيار المال، لأنه يخلع قلب الناظر إليه. وفي الأغانى:
«مهجته».
(^٤) هو مصعب بن الزبير، وكان عبد الملك قد سار إلى العراق، فالتقى مع مصعب بمسكن، من أرض العراق، فقتل مصعب سنة ٧٢. وفي ذلك يقول عبيد اللّه بن قيس الرقيات:
إن الرزية يوم مس … كن والمصيبة والفجيعه
بين الحوارى الذي … لم يعده يوم الوقيعه
1 / 65