إذا كان في موضع من الجسد زيادة إذا أنت قبضت عليها وحركتها من الجوانب لم تجدها ملتصقة بالجسد، عسيرة التنقل لكن كأنها متبرئة منه، ليس لها أصل ولا ركز فيه، فإنها سلعة. وقد تختلف في العظم فهي من الحمصة حجما وحتى البطيخة. والعلاج فيها كلها بإخراجها. وإذا ترك الصغير منها وتوانى في علاجه عظم ويحتاج في إخراجه إلى معالج رفيق. إلا أننا نصف ما يقع المعالج فيه من خطأ. وهو أن أكثر هذه تكون في غشاء لها يسمى كيس السلع. وينبغي أن يخرج معها كيسها هذا ولا يبقى منه شيئا البتة. فإنه إن بقي شيء وإن قل عاودت على الأمر والأكثر. لذلك ينبغي أن يشق عنها ويتحرى أن لا ينشق الكيس بل ما فوقه من اللحم ثم يعلق الكيس بصنارة ويسلخ سلخا حتى تخرج السلعة صحيحة. وهذا أجود ما يكون من العلاج. فإن انخرق الكيس في حالة ما فليعلق بالصنانير ويتبع أبدا حتى يخرج ولو قطع قطعا ثم يعالج بعلاج سائر القروح. وإن بقي من الكيس شيء يعسر إخراجه فليجعل فيه الدواء الحاد حتى يجففه ثم السمن حتى يسقط ما جففه الدواء الحاد. ويفعل ذلك حتى يفنى الكيس كله ثم يعالج بعلاج سائر القروح. ومن الناس قوم يتعمدون ترك شيء من الكيس لتطول معالجتهم لصاحبه. وأما التي لا كيس لها فلتخرج ثم يرام إدمال ذلك الجرح فقط.
في العقد الغددية:
إنه قد يظهر في مواضع من الجسد غلظ في عظم البندقة أو أصغر منها قليلا أو أكبر يشبه السلع وكثيرا ما يكون على ظهر الكف وفي المواضع المعرقة. فإذا غمزت عليها غمزا شديدا أو مسحت تفرقت وذهبت من ساعتها البتة. ثم ربما أنها عادت وربما لا تعود. وينبغي أن تغمز هذه وتمسح حتى تنقدح ويستوى الموضع. ثم تأخذ قطعة مستديرة من الأسرب فتوضع على الموضع وتشد شدا جيدا ثلاثة أيام ويطلى عليها طلاء الجبر وتشد. فإذا شدت بعد القدح لها لم تعاود. وأما إن لم تشدها فإنها تعاود في أكثر الأمر.
في النملة:
ربما يخرج في مواضع من الجسد ورم يسير وبثور صغار مع حكة وحرقة وحرارة في اللمس شديدة، ثم تسرع إلى التقرح. وإذا تقرحت أقبلت تسعى وتتسع وينبغي أن تبادر بالإسهال للصفراء بما يخرجها كالهليلج الأصفر والسقمونيا وماء الفواكه ويطلى حول الموضع المتقرح إن كان قد تقرح بالطلاء الذي وصفناه في باب الورم الحار. ويوضع على القرحة نفسها مرهم الأسفيداج. وإن لم تكن قد تقرحت بعد فليطلى الموضع كله بذلك الطلي. وإن وجدت مع ذلك الورم فضل حدة وعظم وحمرة فابدأ بالفصد أولا ثم بسائر التدبير. وأمل الغذاء كله إلى ما يبرد.
صفحة ٣٢١