المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره

محمد علي الحسن ت. غير معلوم
16

المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره

الناشر

موسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

وسنرى فيما بعد القول الحقّ في حقيقة هذا الحصر الادعائي. وقبل أن نخوض في مذاهب العلماء في وقوع المعرب في القرآن، هاك بعض هذه الألفاظ: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [المدثر: ٥١] قال: هو بالعربية الأسد، وبالفارسية جاد، وبالقبطية أريا، وبالحبشية قسورة، وحين سئل ابن عباس عن معنى قوله تعالى: إِنَّهُ كانَ حُوبًا كَبِيرًا [النساء: ٢] قال: حوبا بلغة الحبشة، وبالعربية إثما. وعن ابن مسعود أنه فسر لفظ ناشئة في قوله تعالى من سورة المزمل: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل: ٦] قال: الناشئة هي بالحبشية، وبالعربية قيام الليل، وبما روي عن مجاهد أنه فسر القسط في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ [النساء: ١٣٥] قال: إن القسط بالرومية وبالعربية العدل. وقد أورد السيوطي ما في القرآن عن بعض الألسن، فمما ورد بلسان الحبشة، الأرائك بمعنى السّرر، وأوّاه: المؤمن بمعنى الرحيم، وطوبى اسم للجنة. وبلسان العبرية: مرقوم بمعنى مكتوب، وراعنا وهي كلمة سبّ عند اليهود. وبلسان الروم: فصرهنّ، أي: قطعهن، وطفقا، أي: قصدا، والفردوس بمعنى البستان. وبلسان الفرس: سجيل عن مجاهد: سجيل أولها حجارة وآخرها طين، وسرادق بمعنى الدهليز، والسندس بمعنى دقيق الديباج. وبالنبطية: بأيدي سفرة، أي: بأيدي القراء. وبالسريانية: أسفار بمعنى الكتب، وكلمة شهر ذكر بعض أهل اللغة أنها سريانية كذلك (١). وبعد: فهذه كلمات وألفاظ قرآنية قلّت أو كثرت جرى فيها خلاف في ثلاثة آراء نسوقها إليك مع المناقشة والترجيح في نهاية المطاف.

(١) تفسير ابن جرير ص ٦ - ٧.

1 / 22