المنح العلية في بيان السنن اليومية
الناشر
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة والعشرون
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
شعبة حدثني بريد بن أبي مريم بلفظ: «كان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت …» (^١)، وقالوا: هذا هو المحفوظ؛ لأنَّ شعبة أوثق من كل من رواه عن بريد، فتُقدَّم روايته على غيره.
قال ابن خزيمة ﵀: «وهذا الخبر رواه شُعبة بن الحجاج عن بريد بن أبي مريم في قصة الدعاء، ولم يذكر القنوت ولا الوتر، قال: وشعبة أحفظ …، ولو ثبت الخبر عن النَّبيِّ ﷺ أنه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر، لم يجز عندي مخالفة خبر النَّبيّ ﷺ، ولست أعلمه ثابتًا» (^٢).
وقبله قال الإمام أحمد ﵀: «لا يصحّ فيه عن النَّبيِّ ﷺ شيء …» (^٣).
وهذا القول هو الأظهر -والله أعلم-، إلا أنه ثبت عن الصحابة القنوت في الوتر، وسئل عطاء عن القنوت، فقال: «كان أصحاب النَّبيّ ﷺ يفعلونه»، فقد ثبت عن عمر بن الخطاب ﵄ كما عند أحمد، وأبي داود، والترمذي، وقال: «حديث حسن»، وثبت عن ابن عمر ﵄ عند ابن أبي شيبة.
وهل القنوت يكون قبل الركوع، أو بعده؟
اختلف أهل العلم ﵏ في ذلك، وسبب الاختلاف: أنه لم يثبت عن النَّبيِّ ﷺ في هذا الباب شيء، وقاسه أهل العلم على قنوت النَّوازل.
فقيل: قبل الركوع.
واستدلوا بـ: ما رواه عبد الرحمن بن أبزى ﵁ قال: «صَلَّيْتُ
(^١) رواه أحمد برقم (١٧٢٧). (^٢) صحيح ابن خزيمة (٢/ ١٥٢). (^٣) التلخيص لابن حجر (٢/ ١٨).
1 / 45