المنح العلية في بيان السنن اليومية

عبد الله الفريح ت. غير معلوم
38

المنح العلية في بيان السنن اليومية

الناشر

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة والعشرون

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

شعبة حدثني بريد بن أبي مريم بلفظ: «كان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت …» (^١)، وقالوا: هذا هو المحفوظ؛ لأنَّ شعبة أوثق من كل من رواه عن بريد، فتُقدَّم روايته على غيره. قال ابن خزيمة ﵀: «وهذا الخبر رواه شُعبة بن الحجاج عن بريد بن أبي مريم في قصة الدعاء، ولم يذكر القنوت ولا الوتر، قال: وشعبة أحفظ …، ولو ثبت الخبر عن النَّبيِّ ﷺ أنه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر، لم يجز عندي مخالفة خبر النَّبيّ ﷺ، ولست أعلمه ثابتًا» (^٢). وقبله قال الإمام أحمد ﵀: «لا يصحّ فيه عن النَّبيِّ ﷺ شيء …» (^٣). وهذا القول هو الأظهر -والله أعلم-، إلا أنه ثبت عن الصحابة القنوت في الوتر، وسئل عطاء عن القنوت، فقال: «كان أصحاب النَّبيّ ﷺ يفعلونه»، فقد ثبت عن عمر بن الخطاب ﵄ كما عند أحمد، وأبي داود، والترمذي، وقال: «حديث حسن»، وثبت عن ابن عمر ﵄ عند ابن أبي شيبة. وهل القنوت يكون قبل الركوع، أو بعده؟ اختلف أهل العلم ﵏ في ذلك، وسبب الاختلاف: أنه لم يثبت عن النَّبيِّ ﷺ في هذا الباب شيء، وقاسه أهل العلم على قنوت النَّوازل. فقيل: قبل الركوع. واستدلوا بـ: ما رواه عبد الرحمن بن أبزى ﵁ قال: «صَلَّيْتُ

(^١) رواه أحمد برقم (١٧٢٧). (^٢) صحيح ابن خزيمة (٢/ ١٥٢). (^٣) التلخيص لابن حجر (٢/ ١٨).

1 / 45