191

المنح العلية في بيان السنن اليومية

الناشر

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة والعشرون

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

«يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ»، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ، أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ (^١)، و«دَفَّ نَعْلَيْكَ»: يعني: تحريك نعليك.
انتظار الصَّلاة.
وانتظار الصلاة من السُّنَن التي يترتَّب عليها فضل عظيم، فهو بانتظاره يأخذ أجر الصلاة، ويدل عليه:
حديث أبي هريرة ﵁ أَنْ رسول الله ﷺ قال: «الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ» (^٢).
وقوله: «ما لم يُحدِثْ» -أي ما لم يأتِ بشيء ينقض الوضوء-، وجاء عند مسلم: «مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ» (^٣) -أي أن هذا الثواب مشروط بألَّا يُلحق بأحد أذية في مجلسه-، ولا ينتقض وضوئه.
وعن أنس ﵁: «أن رسول الله ﷺ أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، بَعْدَ مَا صَلَّى، فَقَالَ: «صَلَّى النَّاسُ، وَرَقَدُوا، وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا» (^٤).
قال شيخنا ابن عثيمين ﵀: «هذه الأحاديث في بيان فضل انتظار الصلاة سواء كان ذلك بعد صلاة سابقة، أو تقدَّم الإنسان إلى المسجد

(^١) رواه البخاري برقم (١١٤٩)، ومسلم برقم (٢٤٥٨).
(^٢) رواه البخاري برقم (٦٥٩)، ومسلم برقم (٦٤٩).
(^٣) رواه مسلم برقم (٦٤٩).
(^٤) رواه البخاري برقم (٦٦١).

1 / 198