المنح العلية في بيان السنن اليومية
الناشر
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة والعشرون
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
حُرِمه غيره، كما قال الحسن: إن المؤمن من رُزق حلاوةً ومهابة» (^١).
• من ثمرات اتِّباع السُّنَّة:
لاتباع السُّنَّة -أخي الحبيب- ثمرات كثيرة، منها:
١) الوصول إلى درجة المحبة، فبالتقرب لله ﷿ بالنوافل تنال محبة الله ﷿ للعبد.
قال ابن القيِّم ﵀: «ولا يحبك الله إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهرًا وباطنًا، وصدَّقته خبرًا، وأطعته أمرًا، وأجبته دعوةً، وآثرته طوعًا، وفنيت عن حكم غيره بحكمه، وعن محبة غيره من الخلق بمحبته، وعن طاعة غيره بطاعته، وإن لم يكن ذلك فلا تتعنَّ، وارجع من حيث شئت، فالتمس نورًا فلست على شيء» (^٢).
٢) نيل معيَّة الله -تعالى- للعبد، فيوفقه الله -تعالى- للخير، فلا يصدر من جوارحه إلا ما يرضي ربه ﷿؛ لأنه إذا نال المحبة نال المعيَّة.
٣) إجابة الدعاء المتضمِّنة لنيل المحبة، فمن تقرَّب بالنوافل نال المحبة، ومن نال المحبَّة نال إجابة الدعاء.
ويدلّ على هذه الثمرات الثلاث:
حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الَّله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ قال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصرهُ الَّذِي يُبْصر بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي
_________
(^١) اجتماع الجيوش الإسلامية (١/ ٨).
(^٢) مدارج السالكين (٣/ ٣٧).
1 / 17