المغربية في شرح العقيدة القيروانية
الناشر
دار المنهاج للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٨ هـ
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وكلُّ هذا قبلَ تمامِ المئةِ مِن الهِجْرة.
وقد دخَلَ بلدانَ المغربِ جماعةٌ مِن الصحابةِ فاتحين، وقد سمَّى أهلُ السِّيَرِ خلقًا منهم متفرِّقين؛ يقرُبُونَ أو يزيدون على خمسينَ نَفْسًا، وقد أخرَجَ ابنُ عبد الحَكَمِ عن سُلَيْمانَ بنِ يَسَارٍ؛ قال: "غَزَوْنَا إفريقيَّةَ معَ معاويةَ بنِ حُدَيْجٍ، ومعنا بَشَرٌ كثيرٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ مِن المهاجِرِينَ والأنصارِ" (١).
وأمَّا التابعونَ: فخلقٌ كثيرٌ لا يُحصَوْنَ، وقد ارتحَلَ إلى المَغرِبِ جماعةٌ مِن فقهاءِ التابِعينَ ممَّن سَمِعَ أو أدرَكَ جماعةً مِن أصحابِ النبيِّ ﷺ-كابنِ عبَّاس، وابنِ عُمَر، وعبدِ اللهِ بنِ عمرو، وطبقتِهم -لنشرِ العلمِ في المغرِبِ؛ كحَيِّ بنِ مَوْهَبٍ المَعَافِرِيِّ، وحِبَّانَ بنِ أبي جَبَلةَ القُرَشيِّ، وإسماعيلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ القُرَشيِّ، وبكرِ بنِ سَوَادةَ الجُذَاميِّ، وعبدِ الرحمنِ بنِ رافعٍ التَّنُوخِيِّ، وعبدِ اللهِ بنِ يزيدَ المَعَافِرِيِّ، وإسماعيلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أبي المُهاجِر، وجُعْثُلِ بنِ عاهانَ الرُّعَيْنِيِّ، وسعدِ بنِ مسعودٍ التُّجِيبِيِّ، وطَلْقِ بنِ جَعْبانَ الفارسيِّ.
وهؤلاءِ أرسَلَهم عمرُ بن عبدِ العزيزِ لتعليمِ أهلِ المغرِب.
وكذلك في المغرِبِ مِن التابعينَ: عبدُ اللهِ بن أبي بُرْدةَ القُرَشيُّ، وعُلَيُّ بن رَبَاحٍ اللَّخْميُّ.
وعامَّةُ هؤلاءِ سكَنَ القَيْرَوانَ بلدَ ابنِ أبي زيدٍ، وأكثَرُهم تُوُفِّيَ فيها، وخَلَفَهم في ذلك تلامذتُهم، وكان السلفُ يسمُّونَ القيروانَ بإفريقيَّةَ، وقد قال مالك: "تُوُفِّيَتْ حَفْصةُ عامَ فُتِحَتْ إفريقيَّةُ" (٢)؛ يريدُ: القيروانَ،
_________
(١) "فتوح مصر" (ص ٢٢٠).
(٢) "تاريخ أبي زرعة" (٤٨٩ و١٢٨٢).
1 / 23