اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع
محقق
فواز أحمد زمرلي
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
الحديث
وَمِنْهَا: مَا يقْتَرن بِالْحَدِيثِ من الْقَرَائِن الَّتِي تعلم بهَا أَنه بَاطِل، مثل حَدِيث: وضع الْجِزْيَة عَن أهل خَيْبَر، فَهَذَا كذب من عدَّة وُجُوه:
أَحدهَا: إِن فِيهِ شَهَادَة سعد بن معَاذ، وَسعد قد توفّي قبل ذَلِك فِي غَزْوَة الخَنْدَق.
وَثَانِيها: أَن فِيهِ كتب مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان هَكَذَا، وَهُوَ إِنَّمَا أسلم زمن الْفَتْح، والجزية إِنَّمَا نزلت بعد عَام تَبُوك.
ثَالِثهَا: أَن فِيهِ وضع عَنْهُم الكلف والسخر، وَلم يكن فِي زَمَانه ﵇ كلف وَلَا سخر وَلَا مكوس.
رَابِعهَا: أَن أهل خَيْبَر لم يتَقَدَّم لَهُم من الْإِحْسَان مَا يُوجب وضع الْجِزْيَة عَنْهُم، فَإِنَّهُم حَاربُوا الله وَرَسُوله، وَسبوا النَّبِي ﵇ وقاتلوا أَصْحَابه. إِلَى غير ذَلِك مِمَّا صَرَّحُوا بكذبه من عدَّة وُجُوه.
وَمِنْهَا: مُخَالفَة الحَدِيث لصريح الْقُرْآن كَحَدِيث: مِقْدَار الدُّنْيَا، وَأَنَّهَا سَبْعَة آلَاف سنة، وَقد جاهر بعض الْكَذَّابين بِأَن رَسُول الله ﷺ كَانَ يعلم مَتى تقوم السَّاعَة، وَقَالَ فِي حَدِيث: " مَا المسؤول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل " مَعْنَاهُ: أَنا وَأَنت نعلمها.
وَاعْلَم: أَن من اعْتقد تَسْوِيَة علم الله وَرَسُوله يكفر إِجْمَاعًا، وَمِمَّا يبطل قَول الْكذَّاب قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلكُمْ من الْأَعْرَاب مُنَافِقُونَ وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا على النِّفَاق لَا تعلمهمْ﴾ وَهِي من أَوَاخِر مَا نزل من
1 / 236