اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
قال الناظم رحمه الله تعالى:
٢ - الواحد الفرد القديم الوارث وشارع الأحكام والموارث
قوله [الواحد] ذاتاً وصفة وفعلاً فلا شريك له في شيء منها، فالواحد: أحد أسماء الله الحسنى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
قوله: [الفرد القديم الوارث]: قال الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله تعالى رحمة الأبرار - [الفرد]: لم يرد من أسماء الله فيما أعلم ولكن ورد بدله أحد ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص: ١).
قوله: [القديم] كذلك لم يرد من أسماء الله عز وجل، ولكنه جاء ما هو خير منه في قوله تعالى ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾، الوارث لم يرد بهذا اللفظ من أسماء الله ولكنه ورد بلفظ الجمع الدال على التعظيم في قوله تعالى ﴿وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: ٥٨) انتهى.
قوله [وشارع الأحكام والموارث] شارع الأحكام أي واضع الأحكام وسنها وبينها ومنه قوله تعالى ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ... ﴾.
قوله: [الأحكام] الأحكام: جمع حكم وهو القضاء والإبرام، وشرعاً خطاب الشرع المتعلق بالمكلفين.
قوله: [المواريث] المواريث جمع ميراث وإرث وهو ما خلفه الميت وهو مصدر ورث يرث إرثا وميراثا وهو البقاء ومنه الوارث أي الباقي وفي الحديث في سنن الترمذي وغيره قال ﴾ (اثبتوا على مشاعركم فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم) - أصله وبقية منه - قال أبو عيسى حديث حسن صحيح.
وشرعاً: هو حق قابل للتجزئ ثبت لمستحق بعد موت من كان له ذلك لقرابة بينهما أو نحوها.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
٣- ثم الصلاة والسلام أبدا على الرسول القرشي أحمدا
أصل الصلاة في اللغة الدعاء هذا قول جمهور العلماء من أهل اللغة وغيرهم، وقال الزجاج رحمه الله تعالى الصلاة أصلها اللزوم.
وقال الجوهري وآخرون رحمهم الله تعالى الصلاة من الله تعالى الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الآدمي تضرع ودعاء.
قال الشنشوري رحمه الله تعالى (الصلاة لغة الدعاء والصلاة المطلوبة من الله هي رحمته وقيل مغفرته وقيل كرامته وقيل ثناؤه
11