اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
93

اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

محقق

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

مكان النشر

بيروت

فَسَموهُ الْوَلِيد فَقَالَ النَّبِي: تسمون الْوَلِيد بأسماء فراعنتكم فسموهُ عَبْد الله وتابع الْأَوْزَاعِيّ عَلَى رِوَايَته لَهُ عَن الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بْن الْوَلِيد الزبيدِيّ ويُحتمل أَنَّهُ الَّذِي أبهمه إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش لِأَنَّهُ شَامي أَيْضا، وَمعمر بْن رَاشد الْبَصْرِيّ أما رِوَايَة الزبيدِيّ فظفرت بِهَا فِي بعض الْأَجْزَاء ولَمْ يحضرني الْآن اسْم مخرجها، وَأما رِوَايَة معمر فروينا فِي الْجُزْء الثَّانِي من أمالي عَبْد الرَّزَّاق قَالَ أَنْبَأنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب، فَذكره ولَمْ يذكر عُمَر، قَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد تَخريجه هَذَا حَدِيث مُرْسل حسن (قلتُ) هُوَ على شَرط الصَّحِيح لَو صرح سعيد ابْن الْمسيب بِسَمَاعِهِ لَهُ من أم سَلمَة فقد أدْركهَا وَسمع مِنْهَا وَوَقع لنا الحَدِيث من رِوَايَتهَا من وجهٍ آخر رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَطاء عَن زَيْنَب بِنْت أم سَلمَة عَن أمهَا قَالَتْ: دخل عَليّ النَّبِي وَعِنْدِي غلامٌ من آل الْمُغيرَة اسْمه الْوَلِيد فَقَالَ من هَذَا؟ فقلتُ الْوَلِيد، قَالَ قد اتخذتم الْوَلِيد حنانًا غيروا اسْمه فَإِنَّهُ سَيكون فِي هَذِه الْأمة فرعونٌ يُقالُ لَهُ الْوَلِيد، وَهَذَا إِسْنَاد حسن أَخْرَجَهُ إِبْرَاهِيم الحريب فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ، ورواهُ مُحَمَّد بْن سَلام الجُمَحِي عَن حَمَّاد بْن سَلمَة فَذكره معضلًا. وروى الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير من طَرِيق عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن إِسْمَاعِيل بْن أَيُّوب المَخْزُومِي قصَّة موت الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة، وَأَن النَّبِي وَسَلَّمَ دخل عَلَى أم سَلمَة وَهِي تَقُولُ: (أبْكِي الْوَلِيد ابْن الْوَلِيد ... أَبَا الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة) فَقَالَ: إِن كدتم لتتخذونَ حنانًا فَهَذَا شاهدٌ آخر لأصل الْقِصَّة وَبِدُون هَذَا يُعلم بطلَان شَهَادَة ابْن حبَان بِأَن رَسُول الله مَا قَالَه وَلَا سَعِيد بْن الْمسيب مَا حدَّثَ بِهِ وَلَا الزُّهْرِيّ وَلَا الْأَوْزَاعِيّ فِي تَصْرِيح بشر بْن بَكْر عَن الْأَوْزَاعِيّ بِأَن الزُّهْرِيّ حَدَّث بِهِ مَا يدفعُ تَعْلِيل من يعلله بتدليس الْوَلِيد بْن مُسْلِم تَدْلِيس التَّسْوِيَة. وَغَايَة مَا ظهرَ فِي طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش من الْعلَّة أَن ذكر عُمَر فِيهِ لَمْ يُتَابع عَلَيْهِ وَالظَّاهِر أَنَّهُ من رِوَايَة أم سَلمَة لإطباق معمر والزبيدي عَن الزُّهْرِيّ وَبشر بْن بَكْر والوليد بْن مُسْلِم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَلَى عدم ذكر عُمَر فِيهِ. وأمّا رِوَايَة نُعَيْم بْن حَمَّاد عَن الْوَلِيد بِذكر أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ فشاذة. وَمن شَوَاهِد مَا روى الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن أَبِي قبيل عَن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول الله: فَذكر حَدِيثا فِيهِ قَالَ الْوَلِيدُ اسْمُ فِرْعَوْنَ هَادِمِ شَرَائِعِ الإِسْلامِ يَبُوءُ بِدَمِهِ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر. (ابْن حبَان) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمسيب حَدَّثَنَا مَالك بْن الْخَلِيل المحمدي، حَدثنَا أَبُو

1 / 101