الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية
محقق
نجم عبد الرحمن خلف
الناشر
دار الغرب الإسلامي
سنة النشر
١٤٠٦ هجري
تصانيف
محمد بن أبي بكر بن ناصر الدمشقي المتوفى سنة (٨٤٢هـ) . فأفرد لذلك مجلداً حافلاً سطّرَ فيه شهادات العلماء، وثناءَهم الجميل على شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسماه: ((الرد الوافر))(١)، ثمَّ قام بتلخيصه مؤلف هذا الكتاب؛ الإمام مرعي الكَرْمي، وزاد عليه زوائد لطيفة، وأسماه ((الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية»(٢).
وهذه القضية الخطيرة المتمثلة بالطعن والتشهير بسبب الخلاف الفقهي وغيره، طالما تكررت على مدار التاريخ الإسلامي، وعانت الأمة من ويلاتها الكثير. إذْ كيف يساغ أن يوصف إمام مثل ابن تيمية بالكفر؟! وكيف يجوز أن يودع السجن ويترك هكذا مظلوماً حتى يموت؟!
إنَّ ابن تيمية هو الإمام الذي كان سيفاً صارماً على المبتدعين، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، وله مع أعداء الله من التتار وأهل الكتاب صولات وجولات، وكتب مقالات يعرفها الخاص والعام.
وَهَبْ أن ابن تيمية أخطأ في اجتهاده، وخالف الجمهور في مسألة، أو مسائل: فأي دليل شرعي يسيغ الجرح والتشهير في المجتهد المالك للدليل؟! بل الدليلُ ينصُّ على أنه مأجور غير مأزور. وباب العذر لأمثال هذا الإمام الكبير ينبغي أن يكون واسعاً؛ إن كان هناك ما يقتضي النقد والمؤاخذة. ولكنه الهوى، والعصبية البغيضة، والجرأة على الخوض في الأعراض، والتهاون في مراعاة حرمة الأخوة في الله تعالى. ورحم الله القاضي ابن فضل الله العمري الشافعي (ت ٧٤٩هـ) إذ يقول في قصيدة طويلة يرثي بها شيخ الإسلام:
قالوا بأَنكَ قَدْ أَخْطَأتَ مسألةٌ وقد يكون، فهلا منك تُغْتَفَرُ
غَلَطتَ فِي الدَّهر، أو أخطأت واحدةً أما أَجَدتَ إصابات فَتُعْتَذَرُ
(١) طبع بتحقيق الأستاذ زهير الشاويش سنة ١٣٩٣ هـ - المكتب الإسلامي - بيروت.
(٢) طبع بتحقيقنا سنة ١٤٠٤ هـ، دار الفرقان ومؤسسة الرسالة بعَمَّان.
9