الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
20

الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

محقق

نجم عبد الرحمن خلف

الناشر

دار الغرب الإسلامي

سنة النشر

١٤٠٦ هجري

في الحديث وعلومه، والعقائد، وعلم الكلام، والأدب والشعر. فإنه كان ينظم الشعر، وله ديوان جيد، يقول في بعضه:

يا ساحرَ الطَّرفِ، يا مِنْ مُهْجَتِي سَحَرًا كَمْ ذَا تَنامُ، وكم أَسْهَرتني سَحَرا

لو كنتَ تعلمُ ما ألقاهُ منكَ لما أتعبتَ يا منيتي قلباً إليكَ سَّرَى

هذا المُحِبُّ لَقَدْ شَاعَتْ صَبَابَتُهُ بالروحِ والنَّفسِ يوماً بالوصالِ شَرى

ومما يقول فيه أيضاً:

لئنْ قلَّدَ الناسُ الأئمة إنني لفي مذهبِ الخَبْرِ ابنِ حَنْبَلَ راغِبُ

أقلِّدُ فتواهُ، وأعشقُ قولَهُ وللناسِ فيما يَعْشَقَونَ مذاهبُ

ومن شعره في تقريظ لمنظومة الإمام محمد الجَمازي على ((أم البراهين)):

أهاذي خدورُ، أم بدور تمائِمُ وإلّا زهورٌ، أم ثغورٌ بواسمُ

وإلّا نجومٌ في السما وأَهِلَّةٌ وإلّا شموسٌ أشرقتْ ونسائمُ
وإلّا بلابل في الصباح ترَنَّمَتْ على إِلْفِها لما شَجَتها الحمائمُ
وهاذي القوافي حيثُ رنَّحها الصبا غصونُ رياحٍ أم قدودٌ نَواعِمُ

ثم يقول:

معاني تَجَلَّتْ مُذْ تَحَلَّتْ بنظمِها يقومُ بها للطّالبينَ مَواسمُ(١)

ولم تكن مشاركة الإِمام مرعي في العلم مشاركة عامة، بل كان غائراً في العلوم، متضلعاً فيها، فإنه وُصِفَ بالاطلاع الواسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، وله المعرفة التامة بالعلوم المتداولة.

(١) مَرْعي الكرمي - العقود الدرية: ورقة ٥١أ.

20