الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
15

الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

محقق

نجم عبد الرحمن خلف

الناشر

دار الغرب الإسلامي

سنة النشر

١٤٠٦ هجري

ومكان. فكلما ظهر بأرض قائم لله بحجة، يرشدُ الناس، ويأخذ بأيديهم إلى الهدى، ويجمع شتاتهم المبعثر، وينفخ فيهم روح أسلافهم، ألا تحركت بطانات السوء، وأغروا الحاكم بما يشيعونه من أقاويل الزور والبهتان - بأنَّ هؤلاء المصلحون يريدون أن يخرجونكم من ملككم، ويتآمروا عليكم. وأنهم يُسَيِّسُونَ الدين ليبلغوا أهدافهم في الحكم، إلى غير ذلك من الافتراء والكذب. ويظل هؤلاء المصلحون في كلِّ عصر ومصر يجهرون بما جهر به شيخ الإِسلام بكل صدق وبراءة: ((أنا أفعل ذلك؟! والله إنَّ ملكك، وملك المُغل لا يساوي عندي فَلْسَيْن)).

ولو أراد هؤلاء النبلاء المصلحون عَرَضَ الدنيا، وزخرفها الزائل لسلكوا إليه مسلك أهله وطلابه، الذين ينهجون كل منهج، ويهيمون في كلِّ واد، ويخوضون مع كلِّ خائض للوصول إليه، وصدق الله العظيم:

﴿ قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عليهِ مِنْ أَجْرٍ وما أنا من المُتَكَلِّفِيْنَ، إِنْ هو إلّ ذكرٌ للعالمين، وَلَتَعْلَمُنَّ نبأَهُ بعد حين ﴾(١)

***

٦ - ولما فجعت الأمة بموت شيخ الإِسلام، رثاه كثير من الفضلاء، والأئمة العلماء، بقصائد جمَّةٌ. فقد رثاه جماعات من صلحاء الناس بالشام، ومصر، والعراق، والحجاز، والعرب من آل فضل(٢). ومن بين هذه القصائد؛ قصيدة لرجل بالديار المصرية، وهو: بدر الدين، محمد بن عز الدين أندمن المغيثي. قال عنه الإِمام ابن عبد الهادي: ((رجل فاضل، له محفوظات متنوعة، وفيه ديانة، وصلابة في دينه))(٣).

يقول في مطلعها:

(١) سورة ص، الآية: ٨٦ - ٨٨.

(٢) انظر ((فصل فيما رئي به الشيخ من القصائد بعد موته)).

(٣) ابن عبد الهادي - العقود الدرية: ص ٤٩٧.

15