وكيفَ يسوغُ لأحدٍ أنْ يقولَ: إنَّهُ بكلِّ مكانٍ عَلَى الحلولِ مَعَ قولهِ: ﴿الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *﴾ [طه: ٥] وقولهِ تَعَالَى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: ١٠].
وكيفَ يصعدُ إليهِ شيءٌ هُوَ معهُ؟ أَوْ يرفعُ إليهِ عملٌ وَهُوَ عندهُ؟ وكيفَ تعرجُ الملائكةُ والرُّوحُ إليهِ يومَ القيامة؟» (١).
٤٦ - أبو عيسى الترمذيُّ (٢٧٩هـ)
قالَ الحافظُ أبو عيسى الترمذيُّ ﵀: «وهُوَ عَلَى العَرْشِ كمَا وَصَفَ نَفْسَهُ في كِتَابِهِ» (٢).
٤٧ - عثمانُ بنُ سعيد الدّارِمِيُّ الحافظُ (٢٨٠هـ)
قالَ ﵀: «قد اتَّفقتِ الكلمةُ مِنَ المسلمينَ أنَّ اللهَ فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ» (٣).
قَالَ الذهبيُّ معقِّبًا: «قلتُ: أوضحُ شيءٍ فِي هَذَا البابِ قوله ﷿: ﴿الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *﴾ [طه: ٥]. فَلْيُمَرَّ كَمَا جاءَ، كَمَا هُوَ معلومٌ منْ مذهبِ السَّلفِ، ويُنهى الشَّخصُ عَنْ المراقبةِ والجدالِ، وتأويلاتِ المعتزلةِ، ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ﴾ [آل عمران: ٥٣]» (٤).
وقال الذهبي ﵀: «كان عثمانُ الدارميُّ جِذْعًا في أَعْيُنِ المُبْتَدِعَةِ» (٥).
(١) تأويل مختلف الحديث (ص٣٢٧ - ٣٢٨). (٢) جامع الترمذي (٥/ ٤٠٣) (٣٢٩٨) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت]. (٣) نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد (ص١٥٤)، تحقيق: منصور بن عبد العزيز السِّماري. (٤) السير (١٣/ ٣٢٥). (٥) السير (١٣/ ٣٢٢).
1 / 89