الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م
تصانيف
الدرس ١
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾ [سورة الفاتحة].
قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:
فهذه السُّورة -على إيجازها- قد احتوت على ما لم تَحْتَوِ عليه سورةٌ من سُور القرآن.
١ - فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يُؤخذ من قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾، وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يُؤخذ من لفظ: ﴿اللَّهِ﴾ ومن قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى؛ التي أثبتَها لنفسه وأثبتها له رسوله ﷺ، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تَشبيه، وقد دل على ذلك لفظ: ﴿الْحَمْدُ﴾، كما تقدم.
٢ - وتضمنت إثبات النبوة في قوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)﴾؛ لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
٣ - وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾، وأن الجزاء يكون بالعدل؛ لأن الدِّينَ معناه الجزاء بالعدل.
٤ - وتضمنت إثبات القَدَر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافًا للقَدَرِيَّة والجَبْرِيَّة.
1 / 11