الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

أحمد مرشد ت. غير معلوم
59

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

تصانيف

الدرس ٢٩ قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّنَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (١٦٣)﴾ [سورة النساء]. قال ﵀: يخبر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله ﷺ من الشرع العظيم والأخبار الصادقة ما أوحى إلى هؤلاء الأنبياء ﵈، وفي هذا عدة فوائد: ١ - منها أن محمدًا ﷺ ليس ببدعٍ من الرسل، بل أرسل الله قبله من المرسلين العددَ الكثير والجَمَّ الغفير؛ فاستغراب رسالته لا وجه له إلا الجهل أو العناد. ٢ - أنه أوحى إليه كما أوحى إليهم من الأصول والعدل الذي اتفقوا عليه، وأن بعضهم يُصدق بعضًا ويوافق بعضهم بعضًا. ٣ - أنه من جنس هؤلاء الرسل؛ فليعتبره المُعتبر بإخوانه المرسلين، فدعوته دعوتهم وأخلاقهم متفقة ومصدرهم واحد وغايتهم واحدة؛ فلم يقرنه بالمجهولين ولا بالكذابين ولا بالملوك الظالمين. ٤ - أن في ذكر هؤلاء الرسل وتعدادهم من التنويه بهم والثناء الصادق عليهم وشرح أحوالهم مما يزداد به المؤمن إيمانًا بهم ومحبةً لهم واقتداءً بهديهم واستنانًا بسنتهم ومعرفةً بحقوقهم، ويكون ذلك مصداقًا لقوله

1 / 64