الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م
تصانيف
الدرس ٢٥
قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)﴾ [سورة النساء].
قال ﵀:
يأمر تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمل في معانيه وتحديق الفِكر فيه وفي مبادئه وعواقبه ولوازم ذلك:
١ - فإن في تدبر كتاب الله مفتاحًا للعلوم والمعارف، وبه يُستنتج كلُّ خير وتُستخرج منه جميع العلوم.
٢ - وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته؛ فإنه:
أ- يُعَرِّف بالرب المعبود وما له من صفات الكمال وما يُنَزَّه عنه من سمات النقص.
ب- ويُعَرِّف الطريق الموصلة إليه وصفة أهلها وما لهم عند القدوم عليه.
ج- ويُعَرِّف العدو؛ الذي هو العدو على الحقيقه والطريق الموصلة إلى العذاب وصفة أهلها وما لهم عند وجود أسباب العقاب.
٣ - وكلما ازداد العبد تأملًا فيه ازداد علمًا وعملًا وبصيرةً؛ لذلك أمر الله بذلك وحَثَّ عليه، وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن، كما قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)﴾ [ص: ٢٩]، وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)﴾ [محمد: ٢٤].
1 / 56