178

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

تصانيف

الدرس ٨٣
قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)﴾ [سورة الأحزاب].
قال ﵀:
وفي هذا التخيير فوائد عديدة:
١ - الاعتناء برسوله ﷺ والغيرة عليه: أن يكون بحالة يشقُّ عليه كثرة مطالب زوجاته الدنيوية.
٢ - سلامته ﷺ بهذا التخيير من تَبِعة حقوق الزوجات، وأنه يبقى في حرية نفسه؛ إن شاء أعطى وإن شاء منع؛ ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾.
٣ - تنزيهه عما لو كان فيهن مَنْ تُؤْثِرُ الدنيا على الله ورسوله والدار الآخرة، وعن مقارنتها.
٤ - سلامة زوجاته ﵅ عن الإثم والتعرض لسخط الله ورسوله؛ فحسم الله بهذا التخيير عنهن التسخط على الرسول الموجب لسخطه المُسخط لربه الموجب لعقابه.
٥ - إظهار رفعتهن وعلو درجتهن وبيان علو هِممهن: أن كان الله ورسوله والدار الآخرة مرادهن ومقصودهن دون الدنيا وحطامها.

1 / 183