139

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

تصانيف

الدرس ٦٤
قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (٧٣) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئا قَلِيلًا (٧٤) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (٧٥)﴾ [سورة الإسراء].
قال ﵀:
وفي هذه الآيات:
١ - دليل على شدة افتقار العبد إلى تثبيت الله إياه، وأنه ينبغي له ألَّا يزال متملقًا لربه أن يثبته على الإيمان ساعيًا في كل سبب مُوَصِّل إلى ذلك؛ لأن النبي ﷺ وهو أكمل الخلق- قال الله له: ﴿وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئا قَلِيلًا (٧٤)﴾ فكيف بغيره؟!
٢ - وفيها تذكير الله لرسوله ﷺ مِنَّته عليه وعصمته من الشر؛ فدل ذلك على أن الله يحب من عباده أن يتفطنوا لإنعامه عليهم -عند وجود أسباب الشر- بالعصمة منه والثبات على الإيمان.
٣ - أنه بحسب علو مرتبة العبد وتواتر النعم عليه من الله يَعظم إثمه ويتضاعف جرمه إذا فعل ما يُلام عليه؛ لأن الله ذَكَّر رسوله ﷺ لو فعل- وحاشاه من ذلك- بقوله: ﴿إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (٧٥)﴾.

1 / 144