الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

عبد الهادي العمري ت. غير معلوم
72

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

تصانيف

فاختلف المفسرون في المسلّم عليهم الذي اصطفوا: فقيل: هم الأنبياء، وهو قول الإمام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وقيل: هم أصحاب النبي ﷺ، وهو قول حبر الأمة وترجمان القرآن: عبد الله بن عباس ﵁، وهو قول سفيان الثوري والسدي. قال الإمام ابن كثير: ولا منافاة، فإنّهم إذا كانوا من عباد الله الذين اصطفى، فالأنبياء بطريق الأولى والأحرى (١). ل) وقال ﷾ [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ] البقرة ١٢١. اختلف المفسرون في المراد من الآية: فقيل: هم أصحاب محمد ﷺ، قاله قتادة، وحكي نحو هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁، والكتاب على هذا التأويل هو: القرآن الكريم. فوجه الفضل فيه لأصحاب النبي ﷺ: أن الله جل وعلا شهد لهم بأنهم يؤمنون به، ويقيمونه على وجهه المطلوب. وقيل: هم من أسلم من بني إسرائيل، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والكتاب على هذا التأويل: التوراة، قال الإمام القرطبي: والآية

(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٣٨١، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٣/ ١٩٦، أبو حيان: البحر المحيط: ٨/ ٢٥٦، الشوكاني: فتح القدير: ٣/ ٣٠٤، السعدي: تيسير الكريم الرحمن: ٥٥٦، البغوي: شرح السنة: ٧/ ١٧١

1 / 79