فيه: الحث على الدعاء والترضي عن الصحابة، وتصفية القلوب من بغض أحد منهم (١).
وقال الإمام القرطبي: وهذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة، لأنه جعل لمن بعدهم حظًا في الفيء ما أقاموا على محبتهم ومولاتِهم والاستغفار لهم، وأن من سبهم أو واحدًا منهم أو اعتقد فيه شرًا أنه لا حق له في الفيء. روي عن مالك وغيره (٢).
وما أجمل ما سطرته بنان الإمام الشوكاني حيث قال:
أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار، أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينزع من قلوبِهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق، فيدخل في ذلك الصحابة دخولًا أوليًا لكونِهم أشرف المؤمنين ولكون السياق فيهم، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم، ويطلب رضوان الله لهم، فقد خالف ما أمره الله به في هذه الآية.
فإن وجد في قلبه غلًا لهم فقد أصابه نزغ من الشيطان، وحلّ به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه، وخير أمة نبيه، وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم، إن لم يتدارك نفسه باللجوء إلى الله ﷾ والاستغاثة به، بأن ينزع عن قلبه ما طرقه من الغل لخير القرون، وأشرف هذه الأمة، فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم
_________
(١) السيوطي: الإكليل: ٣/ ١٢٤٣
(٢) القرطبي: مرجع سابق: ١٨/ ٣٠
1 / 68