الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
تصانيف
الصحيحين … وليس من شرط الثقة أن لا يغلط أبدًا، فقد غلط شعبة ومالك، وناهيك بهما ثقة ونبلًا …» (^١).
٤ ــــ وكرر هذا المعنى في ترجمة الإمام الحافظ هشام بن عروة الأسدي، (ت: ١٤٦ هـ).
فقد ردّ على من ضعفه بسبب بعض الأخطاء، وقال: «أرني إمامًا من الكبار، سَلِمَ من الخطأ والوهم» (^٢).
٥ ـــــ ومثل ذلك فعل في دفاعه عن الحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام الصنعاني، (٢١١ هـ).
فقد نقل الذهبي عن الحافظ العباس بن عبد العظيم قوله: «والله الذي لا إله إلا هو، إن عبد الرزاق كذّاب، والواقدي أصدق منه»!!
فردّ عليه الذهبي وقال: «والله ما برّ عباس في يمينه، ولبئس ما قال، يعمَد إلى شيخ الإسلام، ومحدّث الوقت، ومن احتج به كلُّ أرباب الصحاح، وإن كان له أوهام مغمورة، وغيره أبرع في الحديث منه، فيرميه بالكذب، ويقدِّم عليه الواقدي الذي أجمعت الحفَّاظ على تركه، فهو في مقالته هذه خارقٌ للإجماع بيقين» (^٣).
_________
(^١) سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٤٦.
(^٢) سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٦.
(^٣) سير أعلام النبلاء ٩/ ٥٧١.
1 / 46