237

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

الناشر

دار الفضيلة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

أصول الديانة (^١). وهذا القول قال به عدد كبير من الباحثين أيضًا (^٢).
خامسًا: لو أن الإبانة قبل اللمع لأعلن رجوعه عما أقره في كتاب الإبانة، كما أعلن رجوعه عن الاعتزال من قبل. ولو قال قائل: وهو أيضًا في الإبانة لم يعلن رجوعه عن العقيدة التي أقرها في اللمع. فالجواب
أ - إن هذا لا يستدعي هذا الإعلان، لأنه هنا قد أتم انضمامه لعقيدة السلف التي سبق وأن أعلن انتماءه إليها (^٣).
ب - وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ مُزيلًا شبهة عدم براءته من اقواله السابقة: أن الإبانة صنفه ببغداد في آخر عمره لما زاد استبصاره في السنة، ولعله لم يفصح في بعض الكتب القديمة، بما أفصح به فيه وفي أمثاله، وإن كان لم ينف فيها ما ذكره هنا في الكتب المتأخرة، ففرق بين عدم القول وبين القول، وبين القول بالعدم (^٤).
جـ - ليس من المناسب أن يعلن رجوعه عما في كتبه السابقة قبل

(^١) انظر علاقة صفات الله بذاته ص ١٢٨.
(^٢) ومنهم الشيخ إبراهيم الحلبي في كتابه اللمعة في تحقيق مباحث الوجود والحدوث والقدر وأفعال العباد ص ٥٧ والشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني كما في القول الجلي ص ٣٦، ومحمد أحمد محمود في كتابه الحنابلة في بغداد ص ١٦٨ ورضا نعمان في علاقات الإثبات والتفويض ص ٤١، ٤٤، نقلًا عن موقف شيخ الإسلام ١/ ٣٨٤.
(^٣) انظر القضاء والقدر للدسوقي ٢/ ٣١٩ بتصرف.
(^٤) انظر: بيان تلبيس الجهمية ١/ ١٤٣.

1 / 244