الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية
الناشر
دار الفضيلة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
القول الأول:
هناك من يرى أنه عند رجوعه عن منهج المعتزلة الفاسد كان رجوعًا عن الفروع فقط، مع بقاء الأصول، وقال بهذا القول خلف المعلم، حيث قال: «أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال، ثم أظهر التوبة، فرجع عن الفروع وثبت على الأصول (^١). وقال أبو نصر السجزي مؤيدًا لقول خلف المعلم: «وهذا كلام خبير بمذهب الأشعري وغوره» (^٢). بل وشنع السجزي على الأشعري وقال: «الأشعري وأقرانه يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم، بل أخس حالًا منهم في الباطن» (^٣).
قلت: أما أصحاب هذا القول، فلقد جافوا الحقيقة؛ لأنه ﵀ رجع عن كثيرٍ من أصولهم بعد تركه الاعتزال مباشرة، ويلحظ ذلك من قرأ كتبه التى ألفها قبل الإبانة سواء: المقالات، أو الموجز، أو حتى اللمع. أما في الإبانة فقد رجع عن جميع أصولهم، ومقولة أنه رجع عن الفروع فقط قول غير صحيح، لذا رد شيخ الإسلام ﵀ على هذا
(^١) انظر: رسالة السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص ١٤٠. ودرء تعارض العقل والنقل ٧/ ٢٣٦.
(^٢) انظر: رسالته في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص ١٤١.
(^٣) الرد على من أنكر الصوت والحرف ص ٨١.
1 / 156