العلل ومعرفة الرجال

أحمد بن حنبل ت. 241 هجري
70

العلل ومعرفة الرجال

محقق

وصي الله بن محمد عباس

الناشر

دار الخاني

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٢ هجري

مكان النشر

الرياض

غاية التعظيم والتكريم وكتب الخليفة لاهله وأولاده كل شهر بأربعة آلاف درهم فمانع أبو عبد الله الخليفة فقال الخليفة لا بد من ذلك وما هذا إلا لولدك فأمسك أبو عبد الله عن المعانعة ثم أخذ يلوم أهله وعمه. وبعد أيام انصرف الامام فدخل بغداد مختفيا وكان الخليفة يوفد إليه في أمور يشاوره فيها ويستشيره في أشياء تقع له (١) . ولما ارتفعت عنه المحنة واستبدل الله بها، اعتراف فضله لدى الخاصة والعامة. بل والخليفة يسمع لمشورته وارشاده وأمكن الله الامام عن أعدائه الذين تسببوا له الايذاء هل انتقم من أحد؟ كلا ولا يرجى من رجل طبعه الله على الحلم والزهد واحتساب الاجر عند الله، أن يطلب الانتقام من أحد. ولما استدعاه المتوكل وقارب العسكر تلقاه وصيف الخادم في موكب عظيم فسلم على الامام فرد ﵇ وقال له الوصيف. قد أمكنك الله من عدوك ابن أبي دؤاد فلم يرد عليه جوابا ولا نجد ذكرا أن الامام انتقم منه أو أراد ذلك قط. وكذلك جعل كل من آذاه في حل إلا أهل البدعة وكان يتلو في ذلك قوله تعالى، وليعفوا أو ليصفحوا الاية ويقول: ماذا ينفعك أن يعذب أخوك المسلم بسببك وقد قال تعالى: فمن عفا وأصلح على الله إنه لا يحب الظالمين. قال حنبل: سمعته يقول: كل من ذكرني في حل إلا مبتدع وقد جعلت أبا اسحاق يعني المعتصم في حل.

(١) رسالة صالح بن أحمد والبداية والنهاية ١٠: ٣٣٨ وما بعدها ومناقب أحمد ٣٠٨ وما بعدها. (*)

1 / 76