الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩] (١).
[صورة حسية من حلم النبي ﷺ]
وقد بلغ ﷺ في حلمه، وعفوه في دعوته إلى الله - تعالى - الغاية المثالية، والدلائل على ذلك كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
١ - عن ابن مسعود ﵁ قال: «لما كان يوم حنين آثر النبي ﷺ أُناسًا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة، قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عُدِلَ فيها، وما أُريدَ بها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن النبي ﷺ. فأتيته فأخبرته، فقال: " فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ ! رحم الله موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (٢).
وهذا من أعظم مظاهر الحلم في الدعوة إلى الله - تعالى - وقد اقتضت حكمة النبي ﷺ أن يقسم تلك الغنائم بين هؤلاء المؤلفة قلوبهم، ويوكل من قلبه ممتلئ بالإيمان إلى إيمانه (٣).
٢ - وعن أبي سعيد الخدري ﵁ قال «بعث علي بن أبي طالب ﵁ إلى رسول الله ﷺ من اليمن بذهيبة (٤) في أديم مقروظ (٥) لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن
(١) سورة آل عمران، الآية ١٥٩. (٢) البخاري مع الفتح بلفظه، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ٦/ ٢٥١، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه ٢/ ٧٣٩. (٣) انظر: فتح الباري، شرح صحيح البخاري ٨/ ٤٩. (٤) أي: ذهب. انظر: فتح الباري ٨/ ٦٨. (٥) مدبوغ بالقرظ. انظر: فتح الباري ٨/ ٦٨.
1 / 57