الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
المطلب الأول أنواع الحكمة
الحكمة نوعان: النوع الأول: حكمة علمية نظرية، وهي الاطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها، خلقًا وأمرًا، قدرًا وشرعًا.
النوع الثاني: حكمة عملية، وهي وضع الشيء في موضعه (١).
فالحكمة النظرية مرجعها إلى العلم والِإدراك، والحكمة العملية مرجعها إلى فعل العدل والصواب، ولا يمكن خروج الحكمة عن هذين المعنيين؛ لأن كمال الِإنسان في أمرين: أن يعرف الحق لذاته، وأن يعمل به، وهذا هو العلم النافع والعمل الصالح.
وقد أعطى الله ﷿ أنبياءه ورسله ومن شاء من عباده الصالحين هذين النوعين، قال تعالى عن إبراهيم ﷺ. ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا﴾ [الشعراء: ٨٣] وهو الحكمة النظرية، ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [الشعراء: ٨٣] (٢). وهو الحكمة العملية.
وقال تعالى لموسى، ﷺ: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾ [طه: ١٤] وهو الحكمة النظرية ﴿فَاعْبُدْنِي﴾ [طه: ١٤] (٣) وهو الحكمة العملية.
وقال عن عيسى ﷺ: ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ [مريم: ٣٠]
وهو الحكمة النظرية، ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١] (٤). وهو الحكمة العملية.
_________
(١) انظر: مدارج السالكين لابن القيم ٢/ ٤٧٨.
(٢) سورة الشعراء، الآية ٨٣.
(٣) سورة طه، الآية ١٤.
(٤) سورة مريم، الآيتان ٣٠ - ٣١.
1 / 35