الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
144

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

بنشر الإِسلام، وقد قام بذلك- ﵁ أتم قيام، وفي موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة حضر لأداء الحج من يثرب ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان، وكلهم قد أسلموا. فلما قدموا مكة واعدوا النبي ﷺ عند العقبة، وجاءهم على موعدهم، ثم تكلم رسول الله ﷺ، ثم قالوا: «يا رسول الله، علام نبايعك؟ فقال: "تبايعوني على: السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة» (١) فقاموا إليه فبايعوه. وبعد عقد هذه البيعة جعل عليهم رسول الله ﷺ اثني عشر زعيمًا، يكونون نقباء على قومهم، وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، ثم رجعوا إلى يثرب، وعندما وصلوا أظهروا الإسلام فيها، ونفع الله بهم في الدعوة إلى الله تعالى (٢). وبعد أن تمت بيعة العقبة الثانية ونجح النبي ﷺ في تأسيس وطن للِإسلام، انتشر الخبر في مكة كثيرًا، وثبت لقريش أن النبي ﷺ قد بايع أهل يثرب، فاشتد أذاهم على من أسلم في مكة، فأمر النبي ﷺ بالهجرة إلى المدينة، فهاجر المسلمون، فاجتمع قريش في يوم ٢٦ من شهر صفر سنة ١٤ من النبوة، وأجمعوا على قتل النبي ﷺ، فأوحى الله إلى النبي ﷺ بذلك؛ ولحسن سياسته وحكمته أمر عليًّا أن يبيت في فراشه تلك الليلة،

(١) أحمد في المسند٣/ ٣٢٢، والبيهقي٩/ ٩، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي٢/ ٦٢٤، وحسن إسناده الحافظ في الفتح ٧/ ١١٧. (٢) انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٤٩، والبداية والنهاية٣/ ١٥٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٤٢، والرحيق المختوم ص١٤٣.

1 / 160