الحق الأبلج في دحض شبهات مفهوم البدعة للعرفج

عبد العزيز الريس ت. غير معلوم
23

الحق الأبلج في دحض شبهات مفهوم البدعة للعرفج

الناشر

دار الإمام مسلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٨ هـ

تصانيف

الدليل الثالث: عن العرباض بن سارية أن رسول الله ﷺ قال: «وإياكم ومحدثاتِ الأمور، فإنها ضلالة» أخرجه الخمسة إلا النسائي (^١). وجه الدلالة: أنه نهى عنها بقوله: «وإياكم» ثم وصفها بأنها ضلالة، وما كان كذلك فهو محرم. الدليل الرابع: أقوال الصحابة، قال ابن مسعود: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم» (^٢)، وقال ابن عمر: «وكل بدعة ضلالةٌ وإن رآها الناس حسنةً» (^٣) (١)، وجعل ابن مسعود المحْدِثين للذكر الجماعي بالحصى مفتتحي بابِ ضلالة، فقال: «ما هذا الذي أراكم تصنعون؟» قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصًى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: «فعُدُّوا سيئاتِكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيءٌ، ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم ﷺ متوافرون، وهذه ثيابه لم تبلَ، وآنيته لم تُكسَرْ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّةٍ هي أهدى من ملَّة محمد ﷺ أو مفتتحو بابِ ضلالة» (^٤). الدليل الخامس: إجماع السلف الصالح على أن كل بدعة ضلالة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «مسألة أن كل بدعة في الدين ضلالة محرمة، هذا مما أجمع عليه الصحابة والسلف الصالح» (^٥). فكل من زعم أن من البدع بالمعنى الشرعي ما ليس محرمًا فهو محجوج بهذا الإجماع.

(^١) سبق تخريجه. (^٢) أخرجه ابن خيثمة في كتاب العلم (ص ١٦)، وابن وضاح في البدع (ص ٣٧). (^٣) المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (١/ ١٨٠) (^٤) سنن الدارمي رقم (٢١٠). (^٥) اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٦٤).

1 / 28