بشرح الألفاظ الغريبة، ويطيل النفس في المسائل الفقهية، يهتم بذكر المذاهب الأربعة، وينتصر للمذهب الحنفي في جميع المسائل بكل ما أوتي من قوة. وربما تعرض لبعض المسائل الاصطلاحية. أفاد فيه من أبحاث شيخه محمد أنور شاه الكشميري. ولا يتعرض للتعريف برجال الإسناد إلا إذا دعت إليه داعية، ولا للتخريج إلا نادرا. (^١)
ومما يلاحظ على هذا الشرح أن مؤلفه يتطاول فيه على بعض أهل العلم، منهم: العلامة ابن تيمية (^٢)، وابن القيم (^٣)، والمباركفوري (^٤)، بل يهتم غاية الاهتمام بالرد على المباركفوري، ويبجل أمثال ابن عربي الصوفي (^٥)، والكوثري (^٦).
طبع منه ستة مجلدات، تنتهي عند آخر أبواب الحج.
ثانيا: مكانة شرح العراقي بين شروح الترمذي:
بالنظر إلى شروح الترمذي يتضح أن أهمها شرح ابن العربي، وشرح ابن سيد الناس، وتكملته للعراقي، وإكماله لأبي زرعة والسخاوي، وشرح ابن رجب، وشرح المباركفوري.
أما شرح ابن العربي فشرح مختصر، غابت فيه الصناعة الحديثية إلا نادرا، ولكن حاز بفضل السبق، فكم أقوال له اعتمدها من جاء بعده.
وأما شرح ابن رجب فلم يصل إلينا إلا قطعة منه، وهي تنبئ عن توسعه، وغزارة مادته، فإلى الله المشتكى.
وأما شرح المباركفوري فمتأخر، غالب اعتماده على من سبقه كابن حجر، والشوكاني، لكنه أوسع الشروح الكاملة لجامع الترمذي، ويمتاز مؤلفه بالتمسك بالسنة. ولم يكمل
(^١) انظر معارف السنن (١/ ٢). (^٢) انظر المصدر نفسه (٤/ ٤١٣). (^٣) انظر المصدر نفسه (١/ ٣٨٧)، و(٤/ ٤١٢ - ٤١٣). (^٤) انظر المصدر نفسه (١/ ٢٧، و٢٨). (^٥) المصدر نفسه (٢/ ٦٩). (^٦) المصدر نفسه (١/ ١٧)، و(٤/ ١٣٨).
10/ 1 / 136