الحديث والمحدثون
رقم الإصدار
الأولى ١٣٧٨ هـ
سنة النشر
١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية
تصانيف
المبحث الثالث: كيف كان الصحابة يتلقون الحديث، عن النبي ﷺ
لم يكن في أصحاب رسول الله ﷺ، من يحسن الكتابة إلا نفر قليل، فقد كانت الأمية غالبة عليهم، فكان اعتمادهم في تلقي الحديث عنه ﷺ، على استعدادهم في الحفظ على ما سبق لك آنفا، كما أنهم نهوا عن كتابة الحديث في بدء الأمر، خوف اختلاطه بالقرآن الكريم. وكان الصحابة يتلقون الحديث، عن النبي ﷺ، إما بطريق المشافهة، وإما بطريق المشاهدة لأفعاله وتقريراته، وإما بطريق السماع ممن سمع منه ﷺ، أو شاهد أفعاله وتقريراته؛ لأنهم لم يكونوا جميعا يحضرون مجالسه ﷺ، بل كان منهم من يتخلف لبعض حاجاته.
هذا ولما كان عدد الحاضرين للسماع من حضرة النبي ﷺ، يختلف قلة وكثرة اختلف لذلك المروي عنه، فبعضه بلغ درجة التواتر، وهو ما نقله عنه ﷺ، جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، وهذا نوعان متواتر لفظا، وهو قليل من الأحاديث كحديث: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، ومتواتر معنى وهو كثير، ومن ذلك الأحاديث الواردة في أحكام الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم
1 / 53