الفوائد الحديثية - ضمن «آثار المعلمي»
محقق
علي بن محمد العمران - نبيل بن نصار السندي
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ
تصانيف
الثانية: أنّ سرعة اللحوق به فضيلة. وتعريف النبي ﵌ للفضيلة الجزائية الغالب أن يكون بفضيلة عملية. والطول الحسّي ليس بفضيلة عملية، وإنّما الفضيلة العملية كثرة الصدقة. والله أعلم (^١).
* * * *
في «الجهاد»، في «من لم يخمس الأسلاب» (^٢)
عن عبد الرحمن بن عوف: «... ثم انصرفا إلى رسول الله ﵌ فأخبراه فقال: «أيكما قتله؟» قال كل واحد منهما: أنا قتلتُه! فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله، سَلَبُه لمعاذ بن عمرو بن الجموح» وكانا معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح». اهـ.
وهذه الرواية أبعد عن الخطأ لتعيين الذي أُعطي له السَّلَب، وحكايةِ لفظ النبي ﵌ بقوله: «سَلَبُه لمعاذ بن عمرو بن الجموح». والله أعلم.
نعم، سيأتي في ذكر أهل بدر عن أنس، وفيه: «ابنا عفراء» (^٣). وقد جاء في ترجمة الرُّبَيِّع بنت معوِّذ ابن عَفْراء (^٤) أنها من المبايعات تحت الشجرة. وهذا قد يدل أنها ولدت قبل الهجرة بمدَّة فيما يظهر. والغالب أن أباها يكون يوم بدرٍ رجلًا، فكيف يستصغره عبد الرحمن بن عوف؟
_________
(^١) وانظر كلام الشيخ على هذا الحديث في «إرشاد العامه» ضمن مجموع رسائل أصول الفقه (ص ٢٣٥ وما بعدها).
(^٢) رقم (٣١٤١).
(^٣) رقم (٣٩٦٢، ٣٩٦٣، ٤٠٢٠).
(^٤) علّق عليه الشيخ بقوله: «كذا في «التهذيب» أنها بنت معوذ بن عفراء، ولكن في «الإصابة» خلاف ذلك». وسيأتي تحقيق الشيخ في نسبها (ص ٢٣٤).
24 / 107