الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ٢

فهد بن عبد الرحمن العثمان ت. غير معلوم
70

الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ٢

الناشر

دار الشريف للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

فأحب الدنيا. قلت: فإذا فعل هذا يُعجل له في الدنيا الثواب؟ قال: نعم، نور يوازيه. قال: فحدثت بهذا أبا سليمان الداراني. فقال: قاتله الله أنهم يصفون. قلت: الطريقة المثلى هي المحمدية وهو الأخذ من الطيبات وتناول الشهوات المباحة من غير إسراف كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ [المؤمنون: ٥١] وقد قال النبي ﷺ: «لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآتي النساء، وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني» (١) فلم يشرع لنا الرهبانية، ولا التمزق ولا الوصال بل ولا صوم الدهر ودين الإسلام يسر وحنيفية سمحة، فليأكل المسلم من الطيب إذا أمكنه كما قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ﴾ [الطلاق: ٧] وقد كان النساء أحب شيء إلى نبينا ﷺ وكذلك اللحم والحلواء والعسل والشراب الحلو البارد والمسك وهو أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى. ثم العابد العري من العلم، متى زهد وتبتل وجاع، وخلا بنفسه، وترك اللحم والثمار واقتصر على الدقة والكسرة، صفت حواسه ولطفت ولازمته خطرات النفس، وسمع خطابًا يتولد من الجوع والسهر، لا وجود لذلك الخطاب والله في الخارج، وولج الشيطان في باطنه وخرج فيعتقد أنه قد وصل وخوطب وارتقى فيتمكن منه الشيطان، ويوسوس له، فينظر إلى المؤمنين بعين الازدراء ويتذكر ذنوبهم وينظر إلى

(١) قال المحقق وفقه الله (١٢/ ٨٩) قطعة من حديث أخرجه البخاري (٩/ ٨٩، ٩٠) ومسلم (١٤٠١) والنسائي (٦/ ٦٠) من حديث أنس بن مالك ﵁.

1 / 71