19

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

محقق

حسين الجمل

الناشر

دار ابن الجوزي

سنة النشر

١٤١١ هجري

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

«طبع يوم طبع كافراً، ولو ترك لأرهق أبويه طغياناً وكفراً» يعني طبعه الله في أم الكتاب، أي كتبه وأثبته كافراً، أي أنه إن عاش كفر بالفعل.

ولهذا لما سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمن يموت من أطفال المشركين وهو صغير قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين»(١). أي الله يعلم من يؤمن منهم ومن يكفر لو بلغوا. ثم إنه قد جاء في حديث إسناده مقارب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة فإن الله يمتحنهم ويبعث إليهم رسولاً في عرصة القيامة، فمن أجابه أدخله الجنة ومن عصاه أدخله النار»(٢) فهنالك يظهر فيهم ما علمه الله سبحانه، ويجزيهم على ما ظهر من العلم، وهو إيمانهم وكفرهم لا على مجرد العلم.

وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين، وعليه تتنزل جميع الأحاديث.

(١) رواه البخاري (١٥٣/٨) ومسلم (٢٦٦٠) عن ابن عباس وزاد مسلم «إذ خلقهم».
وعن أبي هريرة، رواه أيضاً الشيخان.

(٢) صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤/٤) عن أبي هريرة ولم يسق لفظه وأحاله على معنى حديث الأسود بن سريع (٢٤/٤) ولفظه مرفوعاً: «أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً».
زاد في حديث أبي هريرة: «فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها يسحب إليها...» وقال الهيثمي في «المجمع» (٢١٦/٧): «ورجاله رجال (الصحيح)» ورواه ابن حبان (١٨٢٧) عن الأسود بن سريع.
وانظر «صحيح الجامع الصغير» للمحدث الألباني.

19