الفائق في غريب الحديث والأثر
محقق
علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر
دار المعرفة
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
لبنان
تصانيف
علوم الحديث
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
حرف الْبَاء
الْبَاء مَعَ الْهمزَة
النَّبِي ﷺ الصَّلَاة مثنى وَتشهد فى كل رَكْعَتَيْنِ وتبأس. وروى وتباءس وتمسكن وتقنع يَديك وروى وتقنع رَأسك فَتَقول اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ فَمن لم يفعل ذَلِك فهى خداج.
بَأْس تبأس أى تذل وتخضع ذل البائس وخضوعه. وَالتَّبَاؤُس التفاقر وَأَن يرى من نَفسه تخشع الْفُقَرَاء إخباتًا وتضرعا. تمسكن من الْمِسْكِين وَهُوَ مفعيل من السّكُون لِأَنَّهُ يسكن إِلَى النَّاس كثيرا وَزِيَادَة الْمِيم فى الْفِعْل شَاذَّة لم يروها سِيبَوَيْهٍ إِلَّا فِي هَذَا وَفِي تمدرع وتمندل وَكَانَ الْقيَاس تسكن وتدرع. وَنَظِيره شذوذا استحوذ عَن الْقيَاس دون الِاسْتِعْمَال. إقناع الْيَدَيْنِ أَن ترفعهما مُسْتَقْبلا ببطونهما وَجهك. وإقناع الرَّأْس أَن ترفع وَتقبل بطرفك. على مَا بيّنت يَديك الخداج مصدر خدجت الْحَامِل إِذا أَلْقَت وَلَدهَا قبل وَقت النِّتَاج فاستعير. وَالْمعْنَى ذَات خداج أَي ذَات نُقْصَان فَحذف الْمُضَاف. الضَّمِير الرَّاجِع من الْجَزَاء إِلَى الِاسْم المضمن معنى الشَّرْط مَحْذُوف لظُهُوره وَالتَّقْدِير فَهِيَ مِنْهُ خداج وَمثله قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ أَي إِن ذَلِك مِنْهُ. إِن رجلا آتَاهُ الله مَالا فَلم يبتئر خيرا. أَي لم يدّخر من البؤرة وهى الحفرة أَو من البئرة والبئيرة الذَّخِيرَة.
1 / 70