الفائق في غريب الحديث والأثر
محقق
علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر
دار المعرفة
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
لبنان
تصانيف
علوم الحديث
فبثها فِي النَّاس فَأوحى الله تَعَالَى: إِنَّك قد مَلَأت الأَرْض بقاقا وَإِن الله لم يقبل من بقاقك شَيْئا.
بقق هُوَ كَثْرَة الْكَلَام يُقَال: بق علينا فلَان يبْق بقاقا كَقَوْلِك: فك الرَّهْن يفك فكاكا إِذا انْدفع بِكَلَام كثير وَمِنْه بقت الْمَرْأَة: كثر وَلَدهَا. وَتكلم أَعْرَابِي فَأكْثر فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: أحسن أسمائك أَن تدعى مبقّا. لقًّا وبقا فِي (لق) . / باقعة فِي (نس) . عين بقة فِي (حزّ) . وبقر خواصرهما فِي (شَرّ) .
الْبَاء مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى لله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أُتي بشارب خمر فَقَالَ: بكتوه فبكتوه.
بَكت التبكيت: استقباله بِمَا يكره من ذمّ وتقريع وَأَن تَقول لَهُ: يافاسق أما اتَّقَيْت بَكت أما استحيت وَمِنْه قيل للْمَرْأَة المعقاب: مبكتب لِأَنَّهَا كلما وضعت أُنثى اسْتقْبلت زَوجهَا بمكروه. نَحن معاشر الْأَنْبِيَاء [فِينَا] بكء.
بكأ أَي قلَّة كَلَام مثل بكء النَّاقة أَو الشَّاة / وَهُوَ قلَّة لَبنهَا يُقَال: بكأت وبكؤت بكأ بكاء وبكأ وبكوءا فَهِيَ بكيء وبكيئة. وَفِي حَدِيث عمر ﵁ إِنَّه سَأَلَ جَيْشًا: هَل يثبت لكم الْعَدو قدر حلب شارة بكيئةٍ فَقَالُوا: نعم فَقَالَ: غلّ الْقَوْم. أَي خانوا فِي القَوْل وَمَعْنَاهُ يكذّبهم فِيمَا زَعَمُوا من قلَّة ثبات الْعَدو لَهُم. عَليّ ﵇ كَانَت ضرباته مبتكرات لاعونا.
بكر الضَّرْبَة المبتكرة: هِيَ الَّتِي ضُربت مرّة وَاحِدَة وَلم تعاود لشدتها وإتيانها على نفس الْمَضْرُوب شبهت بالجارية المبتكرة وَهِي المفتضة لِأَنَّهَا الَّتِي بنى مرّة وَاحِدَة.
1 / 125