الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية
محقق
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
الناشر
أضواء السلف
رقم الإصدار
الأولى
تصانيف
الأول وندع العمل؟
فقال: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة " ثم تلا رسول الله ﷺ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ ١ (الليل:٥-١٠)
فبين ﷺ أن السعادة والشقاوة وإن كانت مقدرة مفروغا منها.
فإن الله قدرها بأسبابها، وهو أن الله ييسر أهل السعادة لليسرى، بما فعلوه من الأسباب الثلاثة: وهي قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ وأنه ييسر أهل الشقاوة للعسرى، بما فعلوه من الأسباب الثلاثة وهي: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ .
١ البخاري (١٣٦٢)، (٤٩٤٦) (٤٩٤٩) ومسلم (٢٦٤٧) (٦) من حديث علي بن أبي طالب ﵁.
مشيئته تعالى لا تنافي ما جعله من الأسباب الدنيوية والأخروية
ومشيئته تعالى لا تنافي ما جعله من الأسباب الدنيوية والأخروية.
فقد أخبر في عدة آيات: أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
وفي آيات أخر أخبر بالأسباب التي تنال بها هداية الله، ويستحق بها العبد أن يبقى على ضلاله.
1 / 43