البستان في إعراب مشكلات القرآن

ابن الأحنف اليمني ت. 717 هجري
84

البستان في إعراب مشكلات القرآن

محقق

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

تصانيف

٩ - ذهب إلى أنّ العاملَ في "إِذا" هو فعلُ الشَّرط، بينَما ذهبَ الجمهورُ إلى أنّ العاملَ فيها هو جوابُ الشَّرط، ففي قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا﴾ (^١)، قال الجِبْلي (^٢): "ولا يَجوز أن يكونَ العاملُ في "إِذا": ﴿بَصِيرًا﴾، كما لا يَجُوزُ: اليومَ إِنَّ زيْدًا خارِجٌ، ولكنّ العاملَ فيها ﴿جَاءَ﴾ لشِبْهِها بِحُرُوفِ المُجازاة، وقد يُجازَى بها، كما قال قيسُ بن الخَطيم: إِذا قَصُرَتْ أسيافُنا كان طُولُها... خُطانا إلى أعْدائِنا فنُضارِبِ". وفي قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾ (^٣)، قال الجِبْلي (^٤): " ﴿إِذَا﴾ في موضع نَصْبٍ بـ ﴿جَاءَكَ﴾، إلّا أنّها غيرُ معرَبة لِتَنَقُّلِها، وفي آخِرها أَلِفٌ، والأَلِفُ لا تُحَرَّكُ". ١٠ - اختار قولَ الكوفيِّين والأخفَش في جواز زيادة "مِنْ" في الكلام الموجَب، ففي قوله تعالى: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ (^٥)، قال الجِبْلي (^٦): "و﴿مِنْ﴾ هاهنا: صلةٌ، معناه: يَغْفِرْ لكم ذُنُوبَكُم، ولم تدخُلْ لتبعيضِ الذّنوب، كقوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾ (^٧)؛ أي: اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ الذي هو الأَوْثانُ". ١١ - اختار رأيَ الكِسائي في أنّ "إِنْ" في قوله تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى﴾ (^٨)

(^١) فاطر ٤٥. (^٢) البستان ٢/ ١٥١. (^٣) المنافقون ١. (^٤) البستان ٣/ ٤٢٢. (^٥) نوح ٤. (^٦) البستان ٤/ ٨٣. (^٧) الحج ٣٠. (^٨) الأعلى ٩.

1 / 87