البستان في إعراب مشكلات القرآن
محقق
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
الناشر
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
تصانيف
١ - في قوله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ (^١)، قال الجِبْلي (^٢): "و"لا" بمعنى "ليسَ"، وهو: خَبَرٌ، وليس بِنَهْيٍ، إذْ لا يَجُوزُ أن يُنْهَى الإنسانُ عن النِّسيانِ؛ لأنه ليس باختياره، وقال صاحب إنسانِ العَيْن: هو نَهْيٌ، وإثباتُ الأَلِفِ كقول الراجز:
إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقْ
ولَا تَرَضّاها ولا تَمَلَّقْ
والمعنى: لا تَنْسَ العملَ به".
والحركة بعضُ الحرف، ومع ذلك حُمِل الحرف عليها في الآية على هذا الرأي الذي حكاه الجِبْلي عن صاحب إنسان العَيْن، كما حُمل عليها في البيت.
٢ - حَمْلُ الوَصْلِ على الوقْف: ففي قوله تعالى: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (^٣)، قال الجِبْلي (^٤): "وأَسْكَن الهمزةَ فيهما قُنْبُلٌ، وقَرأ الباقونَ بالخفض والتنوين فيهما. . . ومن أَسْكَن الهمزةَ فعلى نيّة الوَقْف".
جـ - حَمْلُ النَّظِيرِ على النَّظِيرِ: ومن أمثلته عندَه:
١ - ما ذَكَره في قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ (^٥)، فقد قال (^٦): "وأصل الوِزْرِ: ما حَمَلْتَهُ، فسُمِّيَ السلاحُ وِزْرًا لأنه يُحْمَلُ. . . ولم يُسْمَعْ لأَوْزارِ الحَرْبِ بِواحِدٍ، إلّا أنه على التأويل: وِزْرٌ". فهذا يعني أنه حَمَله على نظيرِه مثلَ حِمْلٍ وأحمال.
(^١) الأعلى ٦. (^٢) البستان ٤/ ٣٩٣. (^٣) النمل ٢٢. (^٤) البستان ١/ ٤٥٠. (^٥) محمد ٤. (^٦) البستان ٣/ ٧٢.
1 / 72