البستان في إعراب مشكلات القرآن
محقق
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
الناشر
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
تصانيف
قوله: ﴿لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا﴾ يعني: امرأة، وقيل: ولدًا ﴿لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا﴾؛ أي: من عندنا، يريد: من الحُور العين وما اتخذناه من أهل الأرض ﴿إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (١٧)﴾ يعني: ما كنا فاعلينَ ذلك، قال الفَرّاء (^١) والمبرّد (^٢) والزَّجّاج (^٣): يجوز أن تكون "إنْ" للنفي، كقوله: ﴿إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ﴾ (^٤)، ﴿إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ﴾ (^٥)، ويجوز أن تكون للشرط؛ أي: إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لَدُنّا، قال الفراء (^٦): وهذا أَشْبَهُ الوجهينِ بِمَذْهَبِ العربيةِ.
واللهو في اللغة يقع على المرأة وعلى الولد، ولهذا يقال: امرأةُ الرجلِ وَوَلَدُهُ ريحانَتاهُ (^٧)، وأصل اللهو: الجماعُ، كُنِّيَ عنه باللهو كما كُنِّيَ عنه بالسِّرِّ، ثم قيل للمرأة: لَهْوٌ؛ لأنها تُجامَعُ، قال امرؤ القيس:
٤ - أَلا زَعَمَتْ بَسْباسةُ اليومَ أنَّنِي... كَبِرتُ وأنْ لا يحسنُ السرَّ أمثالِي (^٨)
(^١) معاني القرآن ٢/ ٢٠٠.
(^٢) ينظر قول المبرد في الوسيط للواحدي ٣/ ٢٣٣.
(^٣) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٨٦، ٣٨٧.
(^٤) فاطر ٢٣.
(^٥) الملك ٢٠.
(^٦) معاني القرآن ٢/ ٢٠٠.
(^٧) ينظر: مجمل اللغة لابن فارس ص ٧٩٥، ٧٩٦، اللسان: "لهو".
(^٨) البيت من الطويل، لامرئ الفيس يرد على امرأة عيرته بالكِبَرِ، ورواية الديوان: "يُحْسِنُ اللَّهْوَ"، وكان حَرِيًّا بالمؤلف أن يستشهد بهذه الرواية لأنه يستشهد على لفظ اللهو.
اللغة: بَسْباسةُ: اسم امرأة من بني أسد، السر أو اللهو هنا: الجماع.
التخريج: ديوانه ص ٢٨، معاني القرآن ١/ ١٥٣، مجاز القرآن ١/ ٧٦، الزاهر ١/ ١٠٨، ٢/ ٣١٢، الخصائص ٢/ ٤٢٣، أمالي ابن الشجري ٢/ ١٧٢، ٣/ ١٩٣، عين المعاني ورقة ٨٣/ ب، زاد المسير ١/ ٢٧٧، تفسير القرطبي ٣/ ١٩١، ٦/ ٢٤٨، ١١/ ٢٧٦، اللسان: لهو، خزانة الأدب ١/ ٦٤.
1 / 184