147

البستان في إعراب مشكلات القرآن

محقق

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

تصانيف

٣ - تخليطُه في "أنِ" التي تكون بمعنى "إذْ" في قوله ﷿: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ (^١)، فقد قال الجِبليّ (^٢): "قَرأَ أهل المدينة والكوفة إلّا عاصمًا: (إِنْ) بكسر الألف، على معنى: "إِذْ"، كقوله تعالى: ﴿وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (^٣)، وقوله: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ (^٤)، والكسرُ في (إِنْ) على أنه: جزاءٌ استغنى عن جوابِه بما تقدُّمه، كما تقول: أَنْتَ ظالِمٌ إِنْ فَعَلْتَ، كذا قاله الواحدي (^٥)، وقَرأَ الآخَرون بالفتح على معنى: لَأنْ كنتم، أراد معنى المُضِيِّ".
هذا ما قاله الجِبْلي متابعًا فيه الواحديَّ، وإنما تكونُ هذه بمعنى "إِذْ" على مذهب الفَرّاء (^٦) إذا كانت "أَنْ" بفتح الهمزة، وأمّا على قراءة ﴿إِنْ كُنْتُمْ﴾ فـ ﴿إِنْ﴾: شَرْطيّة باتّفاقِ البَصْرييِّن والكوفيِّين، فهذا تخليطٌ من المؤلِّف تَبِعَ فيه الواحِدِيَّ فيما قاله في الوسيط (^٧).
٢ - وقوعُ التناقُض في كلامه:
كان الجِبْلي أحيانًا يذكُر وجهًا إعرابيًّا في آية، ولكنه عندَ تأويله لَها يذكر تأويلًا مخالفًا للوجه الإعرابِيِّ الذي ذكره أَوَّلًا، ومن أمثلته في البستان ما يلي:

(^١) الزخرف ٥.
(^٢) البستان ٢/ ٤٥٥.
(^٣) البقرة ٢٧٨.
(^٤) النور ٣٣.
(^٥) في الوسيط ٤/ ٦٤.
(^٦) ينظر: معاني القرآن ٣/ ٢٧.
(^٧) ينظر: الوسيط ٤/ ٦٤.

1 / 151