البستان في إعراب مشكلات القرآن
محقق
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
الناشر
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
تصانيف
- ما أورده في شرحه لقوله تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ﴾ (^١)، فقد أورد فصلًا ذَكَر فيه أحاديثَ في فضل النِّكاح، وممّا وَرَد في هذا الفصل قولُه (^٢): "ويُسْتَحَبُّ له أن يتزوَّج الأبكار، ولا يتزوجَ عجوزًا ولا عاقرًا، لما رُوِيَ عن ابن عُمر ﵁ أنّ رسولَ اللَّه ﷺ قال: "عليكم بالأبكار، فإنّهنَّ أعذب أفواهًا وأَنْتَقُ أرحامًا، وأَسْمَنُ أَقْبالًا، وأرضى باليسير من العمل"، ومعنى قوله ﵇: "أنتق أرحامًا"؛ يعني: كثيرة الولد، يقال: امرأة ناتِقٌ؛ أي كثيرة الأولاد"، قال الشاعر:
أَبَى لهُمُ أَن يَعرِفُوا الضَّيْمَ أنَّهمْ... بَنُو ناتِقٍ كانتْ كثيرًا عِيالُها"
- ما أَوْرده في قوله تعالى: ﴿فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ (^٣) فقد قال الجِبْلي (^٤): "أَماراتُها وعلاماتُها منَ انشقاق القمر وخروج النبيِّ ﷺ، والأَشْراطُ واحدُها: شَرَطٌ، وأصلُ الإشراطِ: الإعلامُ، يقال: أَشْرَطَ نَفْسَهُ للأمر: إذا جَعَلَ نَفْسَهُ عَلَمًا فيه، وبهذا سُمِّيَ أصحابُ الشُّرَطِ، لِلُبْسِهِم لِباسًا يكون علامةً لهم، ومنه قيل: الشَّرْطُ في البيع وغيره؛ لأنه علامة من المتبايعَيْنِ، ويقال: أَشْرَطَ فُلانٌ نَفْسَهُ في عمل كذا؛ أي: أَعْلَمَها وجَعَلها له، قال أوسُ بن حُجْرٍ يصفُ رَجُلًا يُدَلِّي بحَبْلٍ من رأس جبلٍ إلى نَبِقَةٍ ليقطَعها ويتَّخذَ منها قَوْسًا:
فأَشْرَطَ فيها نَفْسَهُ وهْوَ مُعْصِمٌ... وأَلْقَى بأسبابٍ لهُ وتَوَكَّلا".
(^١) النور ٣٢.
(^٢) البستان ١/ ٣٢٧.
(^٣) محمد ١٨.
(^٤) البستان ٣/ ٧٩.
1 / 121