البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
خرَّجه الإمام أحمد (١)، وابن حبان في "صحيحه" (٢)، والحاكم (٣) وقال: عَلَى شرطهما.
وخرَّج النسائي (٤) أول الحديث فقط.
وقد سبق عن سعد بن معاذ نحو ذلك.
وروى ابن أبي الدُّنْيَا (٥) بإسناده عن عطاء، عن أبي هريرة قال: ما من مرض أَحَبّ إليَّ من هذه الحمّى، إِنَّمَا تدخل في كل مفصل، وإن الله ﷿ يعطي كل مفصل قسطه من الأجر.
ووضع بعض ولد الإمام أحمد يده عليه، فَقَالَ له: كأنك محموم؟ فَقَالَ أحمد: وأنّى لي بالحمّى؟
ومع هذا كله فالمشروع سؤال الله العافية، لا سؤال البلاء.
وقد كان النبي ﷺ يأمر بسؤال العافية، ويحثّ عليه، وقال لمن سأل البلاء وتعجيل العقوبة له في الدُّنْيَا: "إِنَّكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، أَلاَ قُلْتَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (٦).
وسمع رجلًا يسأل الله الصبر، فَقَالَ: "سألت الله البلاء، فسل العافية" (٧).
وفي دعائه بالطائف -وقد بلغ منه الجهد مما أصابه من أذي المشركين -: "إِنْ لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي" (٨).
وقال: "لا تتمنوا لقاء العدو، ولكن سلوا الله العافية، فَإِذَا لقيتموهم فاصبروا" (٩).
وكان بعض السلف يقول في دعائه في المرض: اللهم أنقص من الوجع، ولا تنقص من الأجر.
_________
(١) (٣/ ٢٣).
(٢) كما في "الإحسان" (٢٩٢٨).
(٣) في "المستدرك" (٤/ ٣٠٨).
(٤) في "السنن الكبرى" (٧٤٨٩).
(٥) في "المرض والكفارات" (٢٤٤).
(٦) أخرجه عبد بن حميد (١٣٩٩)، وأبو يعلى (٣٨٣٧) عن أنس.
(٧) أخرجه الترمذي (٣٥٢٧) وقال: هذا حديث حسن، والبزار (٢٦٣٥ - البحر الزخار) وقال:
وهذا الحديث لا نعلم له طريقًا عن معاذ إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن اللجلاج إلا أبو الورد.
(٨) أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٣/ ١٨١) في الجزء المطبوع وحده.
(٩) أخرجه البخاري (٣٠٢٦) معلقًا، ومسلم (١٧٤١).
2 / 384