198

البيهقي وموقفه من الإلهيات

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٢ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

بتسلسل الحوادث في الماضي والمستقبل هو الصحيح أيضًا الذي نكون بموجبه قد أثبتنا لله سبحانه صفات الكمال اللائقة به أزلًا وأبدًا. وهذا هو رأي السلف، لأنهم لا يقولون بقدم الصفات مطلقًا، كما لا يقولون بحدوثها مطلقًا بل مترددة بين القدم والحدوث، فنوعها هو القديم، وآحادها هي الحادثة.
فالرب تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء والفعل من لوازم الحياة فالرب لم يزل حيًا فعالًا كما ذكر ذلك ابن تيمية عن الإمام أحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، ونعيم بن حماد الخزاعي، وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم١.
ولا شك أن هذا القول مستلزم لجواز القول بتسلسل الحوادث، وهو ما التزمه السلف - كما سيأتي وفيما يلي نعرضه للبحث في هذا الموضوع، مبينين الآراء فيه، وموضحين المذهب الذي نراه صحيحًا مدعمًا بالأدلة فأقول وبالله التوفيق.
الآراء في تسلسل الحوادث:
التسلسل ذو شقين:
(أ) تسلسل في جانب الماضي.
(ب) تسلسل في جانب المستقبل.
وقد اختلف الناس في التسلسل بنوعيه على ثلاثة آراء:

١ - منعه في جانب الماضي والمستقبل، وهو قول جهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف.
١ منهاج السنة لابن تيمية١/١٥١-١٥٢.

1 / 231